فصل: (سورة البقرة: آية 9):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الشريف الرضي:

ومن السورة التي يذكر فيها البقرة:
ولكنهم لما لم يعلموا هذه الآلات في مذاهب الاستدلال بها، كانوا كمن فقد أعيانها، ورمى بالآفات فيها. وكذلك قوله تعالى: {وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ} لأن الطبع من الطابع، والختم من الخاتم، وهما بمعنى واحد. وإنما فعل سبحانه ذلك بهم عقوبة لهم على كفرهم.

.[سورة البقرة: آية 7]:

{خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (7)}.
وقوله سبحانه: {وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ} استعارة أخرى. لأنهم كانوا على الحقيقة ينظرون إلى الأشخاص، ويقلّبون الأبصار، إلّا أنهم لما لم ينتفعوا بالنظر، ولم يعتبروا بالعبر وصف سبحانه أبصارهم بالغشي، وأجراهم مجرى الخوابط الغواشي. أو يكون تعالى كنى هاهنا بالأبصار عن البصائر، إذ كانوا غير منتفعين بها، ولا مهتدين بأدلتها. لأن الإنسان يهدى ببصيرته إلى طرق نجاته، كما يهدى ببصره إلى مواقع خطواته.

.[سورة البقرة: آية 10]:

{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (10)}.
وقوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [10] والمرض في الأجسام حقيقة وفى القلوب استعارة، لأنه فساد في القلوب كما أنه فساد في الحقيقة، وإن اختلفت جهة الفساد في الموضعين.

.[سورة البقرة: آية 15]:

{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)}.
وقوله سبحانه: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [15] وهاتان استعارتان. فالأولى منهما إطلاق صفة الاستهزاء سبحانه، والمراد بها أنه تعالى يجازيهم على استهزائهم بإرصاد العقوبة لهم، فسمى الجزاء على الاستهزاء باسمه، إذ كان واقعا في مقابلته، والوصف بحقيقة الاستهزاء غير جائز عليه تعالى، لأنه عكس أوصاف الحليم، وضد طريق الحكيم. والاستعارة الأخرى قوله تعالى: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ} أي يمدّ لهم كأنه يخليهم والامتداد في عمههم والجماح في غيهم، إيجابا للحجة، وانتظارا للمراجعة، تشبيها بمن أرخى الطّول للفرس أو الراحلة، ليتنفس خناقها، ويتسع مجالها.

.[سورة البقرة: آية 9]:

{يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (9)}.
وربما جعل قوله سبحانه: {يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا} على أنه مستعار في بعض الأقوال، وهو أن يكون المعنى أنهم يمنّون أنفسهم ألّا يعاقبوا، وقد علموا أنهم مستحقون للعقاب، فقد أقاموا أنفسهم بذلك مقام المخادعين. ولذلك قال سبحانه: {وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ} [9].

.[سورة البقرة: آية 16]:

{أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (16)}.
وقوله سبحانه: {أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ} [16] وهذه استعارة. والمعنى أنهم استبدلوا الغى بالرشاد، والكفر بالإيمان، فجسرت صفقتهم، ولم تربح تجارتهم. وإنما أطلق سبحانه على أعمالهم اسم التجارة لما جاء في أول الكلام بلفظ الشّرى تأليفا لجواهر النظام، وملاحمة بين أعضاء الكلام.

.[سورة البقرة: آية 20]:

{يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.
وقوله سبحانه: {يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ} [20]. وهذه استعارة. والمراد يكاد يذهب بأبصارهم من قوة إيماضه وشدة التماعه. والدليل على ذلك قوله تعالى في النور: {يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ} [43] ومحصّل المعنى: تكاد أبصارهم تذهب عند رؤية البرق، فجعل تعالى الفعل للبرق دونها لما كان السبب في ذهابها.

.[سورة البقرة: آية 22]:

{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشًا وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)}.
وقوله سبحانه: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشًا وَالسَّماءَ بِناءً} [22] وهذه استعارة. لأنه سبحانه شبّه الأرض في الامتهاد بالفراش، والسماء في الارتفاع بالبناء.

.[سورة البقرة: آية 29]:

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}.
وقوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ} [29] أي قصد إلى خلقها كذلك. لأن الحقيقة في اسم الاستواء الذي هو تمام بعد نقصان، واستقامة بعد اعوجاج، من صفات الأجسام، وعلامات المحدثات.

.[سورة البقرة: آية 42]:

{وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)}.
وقوله تعالى: {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ} [42] وهذه استعارة. والمراد بها:
ولا تخلطوا الحق بالباطل، فتعمى مسالكه، وتشكل معارفه. وذلك مأخوذ من الأمر الملتبس، وهو المختلط المشتبه. ويقول القائل: قد ألبس علىّ هذا الأمر. إذا انغلقت أبوابه عليه، وانسدّت مطالع فهمه.

.[سورة البقرة: آية 61]:

{وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (61)}.
وقوله سبحانه: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [61] وهذه استعارة.
والمراد بها صفة شمول الذلة لهم، وإحاطة المسكنة بهم، كالخباء المضروب على أهله، والرواق المرفوع لمستظله.

.[سورة البقرة: آية 66]:

{فَجَعَلْناها نَكالًا لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)}.
وقوله تعالى: {فَجَعَلْناها نَكالًا لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها} [66] أي للأمم التي تشاهدها، والأمم التي تكون بعدها. أو للقرى التي تكون أمامها، وللقرى التي تكون خلفها. ولقول العرب: كذا بين يدى، كذا وجهان: أحدهما أن تكون بمعنى تقدّم الشيء للشئ. يقول القائل لغيره: أنا بين يديك. أي قريب منك. وقد مضى فلان بين يديك، أي تقدّم أمامك.

.[سورة البقرة: آية 74]:

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)}.
وقوله تعالى في وصف الحجارة: {وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [74] وهذه استعارة. والمراد ظهور الخضوع فيها لتدبير اللّه سبحانه بآثار الصنعة وأحلام الصنعة.

.[سورة البقرة: آية 81]:

{بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (81)}.
وقوله تعالى: {بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [81] وهذه استعارة فيها كناية عجيبة عن عظم الخطيئة، لأن الشيء لا يحيط بالشيء من جميع جهاته إلا بعد أن يكون سابغا غير قالص، وزائدا غير ناقص.

.[سورة البقرة: آية 88]:

{وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ (88)}.
وقوله تعالى: {وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ} [88]. وهذه استعارة على التأويلين جميعا.
إما أن تكون غلف جمع أغلف، مثل أحمر وحمر، يقال سيف أغلف. أو تكون جمع غلاف، مثل حمار وحمر، وتخفف فيقال حمر. وكذلك يجمع غلاف، فيقال غلف وغلف بالتثقيل والتخفيف. قال أبو عبيدة: كل شيء في غلاف فهو أغلف، يقال: سيف أغلف، وقوس غلفاء، ورجل أغلف: إذا لم يختتن. فمن قرأ غلف، على جمع أغلف، فالمعنى أن المشركين قالوا: قلوبنا في أغطية عما يقوله، يريدون النبي عليه السلام. ونظير ذلك قوله سبحانه حاكيا عنهم: {وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ} [5] الآية. ومن قرأ: قلوبنا غلف على جمع غلاف بالتثقيل والتخفيف، فمعنى ذلك: قالوا قلوبنا في أوعية فارغة لا شيء فيها. فلا تكثر علينا من قولك، فإنا لا نعى منه شيئا. فكان قولهم هذا على طريق الاستعفاء من كلامه، والاحتجاز عن دعائه.

.[سورة البقرة: آية 93]:

{وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)}.
وقوله سبحانه: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} [93] وهذه استعارة.
والمراد بها صفة قلوبهم بالمبالغة في حب العجل، فكأنها تشرّبت حبّه فمازجها ممازجة المشروب، وخالطها مخالطة الشيء الملذوذ. وحذف حبّ العجل لدلالة الكلام عليه، لأن القلوب لا يصح وصفها بتشرّب العجل على الحقيقة.
وقوله سبحانه: {بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [93] استعارة أخرى. لأن الإيمان على الحقيقة لا يصحّ عليه النطق، فالأمر إنما يكون بالقول. فالمراد إذا بذلك- واللّه أعلم- أن الإيمان إنما يكون دلالة على صدّ الكفر والضلال، وترغيبا في اتباع الهدى والرشاد، وأنه لا يكون ترغيبا في سفاهة، ولا دلالة على ضلالة. فأقام تعالى ذكر الأمر هاهنا مقام ذكر الترغيب والدلالة، على طريق المجاز والاستعارة، إذ كان المرغّب في الشيء والمدلول عليه، قد يفعله كما يفعله المأمور به والمندوب إليه.

.[سورة البقرة: آية 102]:

{وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (102)}.
وقوله تعالى: {وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ} [102] هذه استعارة. لأن بيع نفوسهم على الحقيقة لا يتأتى لهم. والمراد به- واللّه أعلم- أنهم لما أوبقوا أنفسهم بتعلم السحر، واستحقوا العقاب على ما في ذلك من عظيم الوزر، كانوا كأنهم قد رضوا بالسّحر ثمنا لنفوسهم، إذ عرّضوها بعمله للهلاك، وأوبقوها لدايم العقاب.
وكانت كالأعلاق الخارجة عن أبدانهم بأنقص الأثمان، وأدون الأعواض.

.[سورة البقرة: آية 112]:

{بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)}.
وقوله سبحانه: {بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} [112] أي أقبل على عبادة اللّه سبحانه، وجعل توجّهه إليه بجملته لا بوجهه دون غيره. والوجه هاهنا استعارة.

.[سورة البقرة: آية 115]:

{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (115)}.
وقوله تعالى: {فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [115] أي جهة التقرب إلى اللّه.
والطريق الدالة عليه، ونواحى مقاصده ومعتمداته الهادية إليه.

.[سورة البقرة: آية 130]:

{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)}.
وقوله تعالى: {إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [130] والتقدير: سفه نفسا، على أحد التأويلات. وهذه استعارة. لأنه تعالى علق السفه بالنفس. وقولنا: نفس فلان سفيهة: مستعارة، وإنما السفه صفة لصاحب النفس لا للنفس.

.[سورة البقرة: آية 133]:

{أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهًا واحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)}.
وقوله: {إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ} [133] أي ظهرت له علاماته، ووردت عليه مقدماته، فهى استعارة. لأن الموت لا يصح عليه الحضور على الحقيقة.

.[سورة البقرة: آية 138]:

{صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ (138)}.
وقوله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} [138] أي دين اللّه، وجعله بمنزلة الصبغ لأن أثره ظاهر، ووسمه لائح. وهذا من محض الاستعارة.